فوات الصلاة؟! :
وبعد أن فرغ رسول الله صلىاللهعليهوآله من أمر خيبر ووادي القرى انصرف راجعا إلى المدينة .. وسرى ليلته حتى إذا كان قبيل الصبح بقليل نزل (١).
فروى الشهيد في «الذكرى» في الصحيح عن الباقر عليهالسلام : أن رسول الله قال : من يكلؤنا (٢)؟ فقال بلال : أنا ، فناموا ، ونام بلال ، حتى طلعت الشمس. فقال صلىاللهعليهوآله : يا بلال ، ما أرقدك؟ فقال : يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بأنفاسكم! فقال رسول الله : قوموا فتحوّلوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة.
(ثم) قال : يا بلال ، أذّن. فأذّن ، فصلى رسول الله ركعتي الفجر ، وأمر أصحابه فصلّوا ركعتي الفجر. ثم قام فصلى بهم الصبح. ثم قال : من نسي شيئا من الصلاة فليصلّها إذا ذكرها ، فإنّ الله عزوجل يقول : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(٣).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧١١.
(٢) أي يحرسنا؟ وفي أمثل نقل مشابه لهذا عن شرح السنة عن سعيد بن المسيب أن رسول الله حين قفل من خيبر ، أسرى حتى إذا كان من آخر الليل عرس وقال لبلال : أكلأ لنا الصبح .. كما عنه في بحار الأنوار ١٧ : ١٢٠ وفي ٢١ : ٤٢ مثله عن الكازروني عن أبي هريرة. ورواه ابن اسحاق في السيرة عن الزهريّ عن ابن المسيّب : من يحفظ لنا الفجر ٣ : ٣٥٥ وكأنه نقله بالمعنى. ونقله الواقدي : ألا رجل صالح حافظ لعينه يحفظ لنا صلاة الصبح؟ ٢ : ٧١١.
(٣) سورة طه : ١٤. ثم قال الشهيد رحمهالله : ولم أقف على رادّ لهذا الخبر من حيث توهّم القدح في العصمة. وقد روى العامة عن أبي قتادة وجماعة من الصحابة : أنّ النبيّ أمر بلالا فأذّن فصلى ركعتي الفجر ثم أمره فأقام فصلى صلاة الفجر.
وقال شيخنا البهائي قدسسره بعد نقل هذا الخبر وخبر ابن سنان : وربما يظنّ تطرّق الضعف إليهما لتضمّنهما لما يوهم القدح في العصمة ، ونقل قول الشهيد في الذكرى ثم قال :