من الكتيبة والوطيح وسلالم ، حصن بني أبي الحقيق الذي كانوا فيه (١). وتحوّل رسول الله إلى الكتيبة والوطيح والسلالم ..
وتهيّأ أهل القموص وقاموا على باب الحصن بالنبل ، ونهض كنانة إلى قوسه ، فما قدر أن يوترها من الرّعدة (رعبا ورهبا) وأومأ إلى أهل الحصون أن لا يرموا ... وانقمعوا في الحصون مغلّقين على أنفسهم لا يطلعون منها ، فما رئي منهم أحد .. وحصرهم رسول الله أربعة عشر يوما (٢) .. ولما رأى رسول الله اغلاقهم حصونهم وأنه لا يبرز منهم بارز همّ أن ينصب المنجنيق عليهم (٣) .. وأجهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب. وايقنوا بالهلكة ، فأرسل كنانة رجلا من اليهود يقال له : شمّاخ إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم.
فلما نزل شمّاخ أخذه المسلمون فاتي به النبيّ فأخبره عن كنانة أنه يقول : أنزل إليك فاكلّمك؟! فأنعم له النبيّ ، فرجع شمّاخ بالرسالة.
مصالحة أهل الحصون الثلاثة :
قال : فنزل كنانة في نفر من اليهود فصالح رسول الله على :
١ ـ حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة ، وترك الذرية لهم.
٢ ـ ويخرجون من حصون خيبر وأراضيها.
__________________
(١) أو في القموص كما في سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٤ و ٣٥٠.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٠. وفي سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٧ : فحاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة. وروى الواقدي عن أبي هريرة قال : قدمنا المدينة ونحن ثمانون بيتا من دوس ، فقالوا : رسول الله في خيبر ... فتحمّلنا إلى خيبر فوجدناه قد فتح النّطاة وهو محاصر أهل الكتيبة ، فأقمنا معه حتى فتح الله عليه ٢ : ٦٣٦.
(٣) الذي وجده مدفونا في حصون النطاة حسب إخبار اليهودي إياه ٢ : ٦٤٨.