والهجرة مع عمر وأقامت مع المشركين ، وبهذا فرّق الإسلام بينهما ، فتزوّجها معاوية ابن أبي سفيان (١) وحكاه الطبرسي في «مجمع البيان» عن الزهري وزاد له امرأة اخرى هي أمّ كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعي أمّ عبد الله بن عمر ، فتزوّجها أبو جهم بن حذافة العدوي (٢) فأمر رسول الله أن يعطى عمر مثل صداقهما (٣) من الغنائم ، عملا بالآية التالية : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ).
والآية التالية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ ...) سيأتي الحديث عنها أنها نزلت في بيعة نساء قريش لرسول الله صلىاللهعليهوآله بعد فتح مكة.
وعليه فالآيات متواليات في النزول والحوادث ، غاية الأمر أن هذا يقتضي هجرة هؤلاء النسوة في فترة متلاحقة بعد محاولة حاطب بن أبي بلتعة وقبل الفتح ، ومع هذا فلا غرابة في الأمر. ولا نجد فيما بايدينا من التاريخ أيّ خبر عن احتجاج المشركين على هذا التفسير لهذا الشرط من الصلح : (ردّ الرجال دون النساء) مما كان من الممكن للمشركين أن يعتبروه نقضا للصلح. ولكنّهم علموا أن نقضهم له كان قبل هذا ، فلا ينفعهم هذا الاحتجاج شيئا وهم اليوم يحاولون توثيق الصلح ، فسكتوا عن ذلك.
نزول سورة النصر :
روى الطوسي في «التبيان» عن الحسن ومجاهد : أن سورة النصر وعد من
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٣٦٣.
(٢) مجمع البيان ٩ : ٤١٠ ، ٤١١.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٣٦٣.