وروى ابن اسحاق عن سلمة قال : فدعا رسول الله عليا رضوان الله عليه وهو أرمد ، فتفل في عينه ثم قال : خذ هذه الراية ، فامض بها حتى يفتح الله عليك (١).
وروى عنه المفيد في «الارشاد» قال : فجاؤوا بعلي عليهالسلام يقودونه إليه ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : ما تشتكي يا علي؟ قال : رمد (في عيني) وصداع برأسي. فقال له : اجلس وضع رأسك على فخذي. ففعل علي عليهالسلام ذلك ، فدعا له النبيّ وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه ، فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع ، وقال في دعائه له : اللهم قه الحر والبرد. وأعطاه الراية ـ وكانت راية بيضاء ـ وقال له : خذ الراية وامض بها ، فجبرئيل معك ، والنصر أمامك (٢) ، والرعب مبثوث في صدور القوم. واعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم : أن الذي يدمّر عليهم اسمه ايليا ، فاذا لقيتهم فقل : أنا علي ، فانهم يخذلون ان شاء الله.
فجاء في الحديث : أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا قال لهم : أنا علي بن أبي طالب ، قال حبر من أحبار القوم : غلبتم وما انزل على موسى. فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به (٣).
وروى ابن اسحاق بسنده عن سلمة قال : فخرج بها يهرول هرولة ، وبه نفس شديد من الاعياء ، وإنّا خلفه نتبع اثره ، حتى ركز رايته فيما بين أحجار مجتمعة تحت الحصن. فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال : من أنت؟ قال : أنا علي بن ابي طالب. فقال اليهودي : علوتم وما انزل على موسى (٤).
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩.
(٢) وفي المناقب وجبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ، وعزرائيل أمامك واسرافيل وراءك ، ونصر الله فوقك ودعائي خلفك. مناقب آل أبي طالب ٢ : ٧٨.
(٣) الارشاد ١ : ١٢٦ ، ١٢٧.
(٤) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩.