ثمّ عبد الله بن جحش مع أهله وأخيه عبد بن جحش وكان شاعرا ضرير البصر ، وكان صهر أبي سفيان على ابنته الفرعة ، وكانوا حلفاء بني اميّة. وقال في ذلك شعرا.
فكان منزل أبي سلمة ، وعامر بن ربيعة ، وعبد الله بن جحش ، وأخيه عبد بن جحش على مبشّر بن عبد المنذر من بني عمرو بن عوف في قباء (١).
ثمّ خرج عمر بن الخطّاب ، وعياش بن أبي ربيعة المخزومي ، فروى ابن اسحاق عن نافع مولى عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عمر قال : لما أردنا الهجرة الى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام ابن العاصي بن وائل السهمي ، تواعدنا (أشجار) التناضب فوق (منزل) سرف (على ستة أميال من مكّة) وقلنا : أيّنا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه. فأصبحت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة عند (أشجار) التناضب ، وحبس عنّا هشام وفتن فافتتن.
فلمّا قدمنا المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف في قباء.
وكان عياش بن أبي ربيعة المخزومي ابن عمّ أبي جهل بن هشام المخزومي بل أخاه لامّه ، فخرج أبو جهل وأخوه الحارث حتّى قدما علينا المدينة ، وقالا له : إن امّك قد نذرت أن لا يمسّ رأسها مشط ولا تستظلّ من شمس حتّى تراك! فقلت له : يا عياش إنه والله ان يريدك القوم الا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم. فقال : ابر قسمي ولي هناك مال فآخذه ، فأبى الا أن يخرج معهما.
فخرج معهما ، حتّى اذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل : يا أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟ قال : بلى. فأناخ وأناخا ليتحوّل ، فلمّا استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه ، ثمّ دخلا به مكّة وفتناه فافتتن.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة٢ : ١١٢ ، ١١٦.