الرسول ، وهذا لا يتّفق مع كونها السورة السادسة أي الأوائل ، فهو مردود.
ومن الطبرسي يعلم أنّ ما قاله القميّ في معنى «حمّالة الحطب» هو قول عن ابن عبّاس (١) أمّا في سبب نزولها فقد روى عن البخاري عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس قال : صعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم الصفا فقال : يا صباحاه! فأقبلت إليه قريش فقالوا له : مالك؟ فقال : أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم أمّا كنتم تصدّقوني؟ قالوا بلى. فقال : فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد! فقال أبو لهب تبّا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا؟! فأنزل الله هذه السورة (٢).
وهذا كما ترى صريح في حصر ما نزل من القرآن في دور الكتمان في السور الخمس الأوائل السابقة على المسد ، وأمّا المسد فهي أوّل سورة من دور الإعلان. والخبر مروي عن ابن جبير عن ابن عبّاس ، وعنهما روى خبر الإنذار في يوم الدار للعشيرة الأقربين أي الدعوة الخاصّة بين الكتمان والإعلان كما مرّ ، وذلك لا يتّفق مع هذا عنهما. ولكن لا ريب أنّ سورة اللهب لا تناسب الكتمان أيضا ، فكيف التوفيق؟
وروى الطبرسي أيضا في قوله سبحانه (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية صعد رسول الله على الصفا فقال : يا صباحاه! فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك؟ فقال ... فقال أبو لهب : تبّا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟
فأنزل الله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) الى آخر السورة (٣) وهذا أيضا
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٨٥٢.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٨٥١.
(٣) مجمع البيان ٨ : ٣٢٣. وانظر وقارن التبيان ١٠ : ٤٢٧.