ولئن كان الخبر في «الاحتجاج» مرسلا مرفوعا فقد رواه الصدوق في كتابيه «معاني الأخبار» و «الخصال» مسندا ، قال : فأمّا المستهزءون فقال الله عزوجل له : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) فقتل الله خمستهم ، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبهم ، في يوم واحد :
أمّا الوليد بن المغيرة : فإنّه مرّ بنبل لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق ، فأصابته شظية منه فانقطع أكحله (١) حتّى أدماه فمات وهو يقول : قتلني ربّ محمّد.
وأمّا العاص بن وائل السهمي : فإنّه قد خرج في حاجة إلى كداء (٢) فتدهده (٣) تحته حجر فسقط فتقطّع قطعة قطعة فمات وهو يقول : قتلني ربّ محمّد.
وأمّا الأسود بن عبد يغوث : فإنّه خرج يستقبل ابنه زمعة ومعه غلام له ، فاستظلّ بشجرة تحت كداء ، فأتاه جبرئيل عليهالسلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه : امنع هذا عني : فقال : ما أرى أحدا يصنع بك شيئا الّا نفسك! فقتله وهو يقول : قتلني ربّ محمّد.
قال الصدوق : وفي خبر آخر قول آخر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قد دعا عليه أن يعمي الله بصره وأن يثكله ولده ، فلمّا كان ذلك اليوم جاء حتّى صار الى كداء فأتاه جبرئيل عليهالسلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي ، وبقي حتّى أثكله الله بولده يوم بدر ثمّ مات.
وأمّا الحارث بن الطلاطلة : فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع الى أهله فقال : أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول : قتلني ربّ محمّد.
__________________
(١) الاكحل : عرق الحياة في اليد ـ القاموس.
(٢) كداء ـ كسماء ـ جبل بأعلى مكّة. القاموس ومراصد الاطلاع.
(٣) تدهده : تدحرج.