إبراهيم عليه السلام ، وأرادوا الزيادة في عرصتها فحرّكوا القواعد التي وضعها إبراهيم عليه السلام فأصابتهم زلزلة وظلمة فكفّوا عنها .. وكان ذلك قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم بثلاثين عاماً (١).
وفيه عن الصادق عليه السلام : أنّ قريشاً لما هدموا البيت وأرادوا بناءه اُلقي الرُعب في روعهم حتى قال قائل منهم (٢) : ليأت كل رجل منكم بأطيب ماله ، ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من حرام أو من حرام أو قطيعة رحم! ففعلوا (٣).
وساهم في البناء بنو سهم وبنو مخزوم وبنو عبد شمس وبنو أسد بن عبدالعزى ، كل منهم ما بين ركنين منه ، وكان لبني هاشم من الحجر الأسود إلى الركن الشامي وساهم رسول الله فكان له من باب الكعبة إلى نصف ما بين الركنين الحجر الأسود واليماني (٤).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢١٧ ، الباب ٩ ، الحديث ٤ وأوّله في الفقيه ٢ : ١٩٤ ، الباب ٦١ ، الحديث ٢١٢٠ مرسلاً وفي علل الشرائع ٢ : ١٥٧ ، الباب ٢٠٢ ، الحديث ١ عن ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام. وبالنسبة إلى عمر النبيّ حين بناء البيت أن يكون قبل مبعثه بثلاثين سنة يقتضي أن يكون عمره يومئذ عشر سنين تقريباً! وهذا غريب ويتنافى مع ما يأتي من الأخبار ، إلا أن يكون في الأصل : قبل مهاجره ، وعرض عليه التصحيف ، وعليه يكون عمره يومئذ أكثر من عشرين عاماً فيكون قريباً مما في اليعقوبي ٢ : ١٩ : وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وليس كما في السيرة ١ : ٢٠٤ : خمساً وثلاثين سنة.
(٢) روى ابن اسحاق بسنده عن عبدالله بن صفوان : أنّ القائل كان أبا وهب بن عمرو المخزومي. وقال : والناس يخلونه للوليد بن المغيرة المخزومي ٢ : ٢٠٥ ـ ٢٠٦. ونسبه اليعقوبي ٢ : ١٩٠ إلى أبي طالب ، ولو كان هو لذكره الصادق عليه السلام ، ولعله تصحيف من أبي وهب.
(٣) الكافي ٤ : ٢١٧ ، الباب ٩ ، الحديث ٣ وفي الفقيه ٢ : ٢٤٧ ، الباب ٦٤ ، الحديث ٢٣٢٠.
(٤) الكافي ٤ : ٢١٩ ، الباب ٩ ، الحديث ٥ وذيله ، وهما في الفقيه ٢ : ٢٤٨ ، الباب ٦٤ ، الحديث ٢٣٢٣ وبعده.