انوشيروان فاستنجده ، فوعده انوشيروان بالنصرة على السودان ، ولكنّه شغل بحرب الروم فمات سيف بن ذي يزن. على بابه. فأتى بعده ابنه معديكرب بن سيف ، فوجّه معه أصبهبد الديلم ويعرف في أهل السجون ، فقتل وهرز من الحبشة ثلاثين ألفا ، ثمّ توّج وهرز معديكرب بتاج كان معه ورتّبه في ملكه على اليمن.
وأتت معديكرب الوفود من العرب تهنيه بعود الملك إليه ، وفيهم عبد المطّلب بن هاشم واميّة بن عبد شمس ، وخويلد بن أسد بن عبد العزّى ، وأبو الصلت الثقفي أبو اميّة بن أبي الصلت ، فدخلوا عليه في أعلى قصره المعروف بغمدان بمدينة صنعاء وقد تقدمهم عبد المطّلب فتكلّم فقال فيما قال : نحن أهل حرم الله وسدنة بيته ... الى آخر ما مرّ من الخبر السابق عن (اكمال الدين) ثمّ قال المسعودي : ولمعديكرب بن سيف بن ذي يزن كلام كثير مع عبد المطّلب ، وكوائن أخبره بها في أمر النبي وبدء ظهوره ، بشّر به عبد المطّلب وأخبره عن أحواله وما يكون من أمره (١).
ولاحظنا انّ رواية الصدوق عن ابن عباس كانت مصحّفة في اسم أبي خديجة : خويلد بن اسيد بن عبد العزّى الى : اسيد بن خويلد بن عبد العزّى. وقد ذكره المسعودي صحيحا.
وروى الطبرسي الخبر مرفوعا الى ابن عباس أيضا وقال في آخره : روى هذا الحديث الشيخ أبو بكر البيهقي في كتابه (دلائل النبوة) من طريقين (٢) والظاهر أنهما ما أورده الصدوق عن ابن عباس.
ورواه الكراجكي في كتابه (الكنز) كذلك بنفس السند ، كما في البحار (٣) ومن المعلوم أنّ ابن عباس لم يدرك ذلك. لكنّ الكازروني نقل الخبر في كتابه
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٥٨.
(٢) إعلام الورى : ١٥ ـ ١٧.
(٣) كنز الكراجكي : ٨٢ ـ ٨٤ كما في البحار ١٥ : ١٩١.