تعداد الأئمّة الاثني عشر (١) وصحيفة فاطمة عليهاالسلام (٢) وما ورد من تعداد رجل الأئمّة واحدا بعد واحد بحضرة أمير المؤمنين ثمّ خروجه من المسجد وغيبته عن بصر من تبعه ثمّ إخبار أمير المؤمنين عليهالسلام بأنّه الخضر عليهالسلام (٣) فإنّ هذه الأخبار بأسرها ذكرت الأئمّة عليهمالسلام متسلسلين على طبق ما نعتقد. وإنّما البداء هنا من جهة أنّه كان معروفا في أذهان سواد الشيعة أنّ الإمام هو الولد الأكبر دون الأخ ؛ لأنّ إمامة الأخوين منحصرة في الحسن والحسين عليهماالسلام فالإمام هو الولد الأكبر إذا كان ورعا صالحا ، وكان الكبر والصلاح مجتمعين في إسماعيل ومحمّد فكانوا يقدّرون أنّ إسماعيل هو الإمام بعد الصادق عليهالسلام وكذا قدّروا أنّ الإمام بعد الهادي عليهالسلام محمّد ، فلمّا ماتا ظهر للشيعة خلاف ما كانوا يقدّرون ويتخيّلون ولم يكونوا سألوا الإمام فأجابهم بأنّ الإمام بعدي إسماعيل مثلا ثمّ بدا لله في ذلك كلّا ، بل بحسب مخيّلتهم ومرتكزاتهم وأنّهم لا يسألون عن الإمام بعد الإمام الحاضر تقيّة وخوفا على الإمام ، كما يشير إليه وصيّة الصادق عليهالسلام إلى خمسة أحدهم المنصور (٤). فإطلاق البداء إنّما هو بحسب خيالاتهم الغير الناشئة عن إخبار الأئمّة ، ونسبة البداء إلى شأن الجواد ؛ لأنّ البداء في موسى يقتضي البداء فيه ؛ إذ لو كان إسماعيل هو الإمام لكانت الإمامة في ولده (٥).
هذا تمام الكلام في هذا المقام. والحمد لله الملك العلّام ، والصلاة على محمّد وآله سادات الأنام. وقد تمّ في ليلة الثلاثاء المصادف ١٢ / ربيع الثاني / ١٣٧٢ ه.
محمد تقي الجواهري
__________________
(١) انظر إثبات الهداة ١ : ٤٣١.
(٢) الكافي ١ : ٥٢٧.
(٣) المصدر السابق : ٥٢٥.
(٤) الكافي ١ : ٣١٠ ، الحديث ١٣.
(٥) كذا والعبارة لا تخلو من تشويش.