[مبادئ علم الأصول]
ويقع الكلام في أنّ كلّ علم لا بدّ أن يكون له موضوع أم لا؟ وفي العوارض الذاتية والغريبة وميزانهما ، وفي أنّ الموضوع لا بدّ أن يكون باحثا عن العوارض الذاتيّة دون الغريبة أم لا؟
([المرحلة الأولى] : في موضوع كل علم)
فيقع الكلام الآن في المرحلة الأولى من هذه المراحل الثلاثة :
فنقول : قد ذكروا أنّه لا بدّ لكلّ علم من موضوع يكون جامعا بين موضوعات مسائله المتشتّتة ، ويكون مؤثرا لترتّب الغرض المتوخّى من ذلك العلم ترتّب العلة على المعلول أو المشروط على شرطه أو غير ذلك من أنحاء الترتّبات ؛ لأنّه لو لم يكن موضوع جامع يلزم ترتّب الأثر الواحد على متعدّد ، وصدور الواحد من المتعدّد مستحيل ؛ لما برهن عليه في الفلسفة (١) ؛ إذ إنّ مسائل كلّ علم متشتّتة ومتفرّقة ، فلا بدّ من جامع بين هذه المسائل ليترتّب عليه الغرض الواحد.
__________________
(١) انظر الأسفار الأربعة ٢ : ٢٠٤ ـ ٢٠٩ ، وشرح المنظومة ، قسم الحكمة : ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ونهاية الحكمة : ١٦٥ ، الفصل الرابع في أنّ الواحد لا يصدر إلّا عن الواحد.