اللّازم من اعتبار الفائت ، هي إعادة الصلاة لو لا الحديث ، بمجرّده لا ينفع في استظهار ذلك الإطلاق ، ما لم يكن في البين ما يعيّن إرادة المعنى الجامع ، أو مجرّد التمثيل من لفظ الإعادة.
* * *
الجهة الثالثة : لفظة (من) النشوية وإن كانت داخلة في العقد الثاني ، على الألفاظ الحاكية عن نفس الأمور الخمسة ، التي هي أمور تكوينيّة لا تصلح بأنفسها أن تكون منشأ للإعادة ، ولا لوجوبها بمعنى الحاجة إليها في مقام الامتثال وتفريغ الذمّة ، كما أنّ الناشئ منها إنّما جعل فيها في العقدين ، نفس الإعادة التي هو أمر تكويني وفعل للفاعل ، ولا تصلح أن تنشأ عن تلك الامور ولا عن اعتبارها ، وإنّما تنشأ عن إرادة المكلّف لامتثال أمر الصلاة ، فلا محيص عن أن تكون القضيّة مشتملة على التجوّز في الإسناد ، وأنّ ما هو المنشأ إنّما هو اعتبار أمر كالامور الخمسة في الصلاة ؛ بمعنى دخالته في المأمور به بنحو ، إمّا بنحو الجزئيّة أو القيديّة. وسواء كان ما هو الدخيل والمعتبر أمرا وجوديّا أو عدميّا ، وإنّما أسند هذه المنشئيّة إلى نفس الامور المعتبرة في الصلاة بنحو التجوّز والعناية ؛ أي إقامة لها مقام اعتبارها ودخالتها في هذا الأسناد ، وأنّ ما هو الناشئ إنّما هو لزوم الإعادة بمعنى الحاجة إليها في مقام الامتثال وتفريغ الذمّة ، وإنّما أسند هذا النشء إلى نفس الإعادة بنحو العناية والتجوّز ؛ أي إقامة لها مقام حكمها في الأسناد.
والتعبير بمثل هذه العبارة وبهذه العناية ، أمر شائع مستحسن ، يعدّ من وجوه البلاغة ، ومن الأساليب الحسنة في التكلّم.