س ٢٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (٢٤) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥) [البقرة : ٢٣ ـ ٢٥]؟!
الجواب / قال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «وذلك قوله عزوجل : (وَإِنْ كُنْتُمْ) أيها المشركون واليهود ، وسائر النواصب من المكذّبين بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في القرآن ، وفي تفضيله أخاه عليّا عليهالسلام المبرّز على الفاضلين ، الفاضل على المجاهدين ، الذي لا نظير له في نصرة المتّقين ، وقمع الفاسقين ، وإهلاك الكافرين ، وبثّ دين الله في العالمين.
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) في إبطال عبادة الأوثان من دون الله ، وفي النهي عن موالاة أعداء الله ، ومعاداة أولياء الله ، وفي الحثّ على الانقياد لأخي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واتّخاذه إماما ، واعتقاده فاضلا راجحا ، لا يقبل الله عزوجل أمانا إلّا به ، ولا طاعة إلا بموالاته ، وتظنّون أنّ محمّدا تقوّله من عنده ، وينسبه إلى ربّه [فإن كان كما تظنون] (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) أي مثل محمّد ، أمّي لم يختلف إلى أصحاب كتب قطّ ، ولا تتلمذ لأحد ، ولا تعلّم منه ، وهو من قد عرفتموه في حضره وسفره ، ولم يفارقكم قطّ إلى بلد وليس معه جماعة منكم يراعون أحواله ، ويعرفون أخباره.
ثمّ جاءكم بهذا الكتاب ، المشتمل على هذه العجائب ، فإن كان متقوّلا ـ كما تزعمون ـ فأنتم الفصحاء ، والبلغاء ، والشعراء ، والأدباء الذين لا نظير