وكادت نيران الاقتتال تتأجج بينهم من جديد. فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم ، وقال : «يا معشر المسلمين الله الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألف به بين قلوبكم»؟ فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله «شأس بن قيس» ، فأنزل الله تعالى في (شأس بن قيس) وما صنع ، هذه الآيات الأربعة (١). وقال الحسين الأشقر ، قلت لهشام بن الحكم : ما معنى قولكم : إنّ الإمام لا يكون إلّا معصوما؟
فقال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذلك. فقال : «المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٢).
س ٨٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١٠٢) [آل عمران : ١٠٢]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو بصير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ)؟
قال عليهالسلام : «يطاع ولا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر» (٣).
__________________
(١) تفسير الأمثل : ج ٢ ، ص ٤٦٤ ـ ٤٦٥.
(٢) معاني الأخبار : ص ١٣٢ ، ح ٢.
(٣) المحاسن : ص ٢٠٤ ، ح ٥٠ ، كتاب الزهد : ص ١٧ ، ح ٣٧.