ممّا أوجب الله الإنفاق منه أم ممّا أوجبه الإنسان بالنذر على نفسه ـ فإنّ الله يعلم تفاصيله ويثيب عليه أو يعاقب.
(وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ).
أي أنّ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ـ وبذلك يكونون عونا للمحروم والمحتاج ، أو يصرفون أموالهم في مجالات النفع العام للمجتمع للخدمة والرفاه العامّين ـ فإنفاقهم يكون لهم سندا ومددا قويا ، بينما البخلاء الذي يجمعون المال ، أو الذين ينفقون رياء ويؤذون الناس بما ينفقون ، يكونون محرومين من هذا السند والمدد.
وقد تكون الآية إشارة إلى أنّ هؤلاء المرائين والبخلاء والذين ينفقون بالمنّ والأذى لن يكون لهم نصير ولا شفيع فيما ينتظرهم يوم القيامة من عقاب ، فهؤلاء أناس ظالمون سحقوا حقوق المحرومين ، لذلك ليس ثمّة من يدافع عنهم يوم المحاكمة الكبرى ، وهذه من خصائص وآثار الظلم على اختلاف ألوانه وأشكاله.
س ٢٣٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٢٧١) [البقرة : ٢٧١]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام لرجل ، في قوله عزوجل : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ). قال : «يعني الزكاة المفروضة».
قال الرجل : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ). قال : «يعني النافلة ، إنهم يستحبّون إظهار الفرائض ، وكتمان النوافل» (١).
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٦٠ ، ح ١.