عزوجل «وذلك لهوان الدنيا على الله». إنّ أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن ، وقد قال الله عزوجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(١).
س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (٢٢) [آل عمران : ٢٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (أُولئِكَ الَّذِينَ) كفروا بآيات الله ، وقتلوا الأنبياء ، والآمرين بالمعروف (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يريد بأعمالهم ما هم عليه من ادعائهم التمسك بالتوراة ، وإقامة شريعة موسى عليهالسلام. وأراد ببطلانها في الدنيا أنها لم تحقن دماءهم وأموالهم ، لم ينالوا بها الثناء والمدح. وفي الآخرة أنهم لم يستحقوا بها مثوبة ، فصارت كأنها لم تكن ، لأن حبوط العمل عبارة عن وقوعه على خلاف الوجه الذي يستحق عليه الثواب والأجر والمدح وحسن الذكر ، وإنما تحبط الطاعة حتى تصير كأنها لم تفعل إذا وقعت على خلاف الوجه المأمور به. (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) يدفعون عنهم العذاب (٢).
س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٢٤) [آل عمران : ٢٣ ـ ٢٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : لما قدم تعالى ذكر الحجاج ، بين أنهم
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس : ١٥٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٢٦٤.