قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤).
إنما قال (ظهير) بالإفراد ولم يقل : (ظهراء) بالجمع ، لأن (ظهيرا) على فعيل ، وفعيل يكون للواحد والجمع ، كقوله تعالى : (خَلَصُوا نَجِيًّا)(١) وقد يستغنون بذكر الواحد عن الجمع.
قال الله تعالى : (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً)(٢) أى : أطفالا. كقول الشاعر :
١٧٠ ـ كلوا فى بعض بطنكم تعفّوا |
|
فإنّ زمانكم زمن خميص (٣) |
أى : فى بعض بطونكم ، وكما قال الآخر :
١٧١ ـ فى حلقكم عظم وقد شجينا
أى : فى حلوقكم. والشواهد على هذا النحو كثيرة جدا.
قوله تعالى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (٦).
__________________
(١) ٨٠ سورة يوسف.
(٢) ٦٧ سورة غافر.
(٣) البيت من شواهد سيبويه ١ ـ ١٠٨ ولم ينسبه لقائل ، والشاهد فيه وضع البطن موضع البطون ، يصف شدة الزمان فيقول : كلوا فى بعض بطنكم ولا تملئوها ، وتعفوا عن كثرة الأكل ، فإن الزمان ذو مخمصة وجدب.
(٤) من شواهد سیبویه ١ ـ ١٠٧ ولم ينسبه لقائل ونسبه الشنتمري إلى المسيب بن مناة الغنوي ، والبيت :
لاتنكر القتل وقد سُبينا |
|
في حلقكم عظم وقد شجينا |
الشاهد فيه وضع الحلق موضع الحلوق يقول: لا تنكروا قتلنا لكم وقد سبيم منأ ، ففي حلوقكم عظم يقتلنا لكم ، قد شجينا نحن أيضاً أس غصصنا بسببكم لمن سببم منا.