ما ، اسم موصول والعائد محذوف فى موضع نصب ، وتقديره ، تدعونه. ونزلا ، منصوب من وجهين.
أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر.
والثانى : أن يكون منصوبا على الحال من الكاف والميم ، وهو جمع (نازل) ، كبازل وبزل وشارف وشرف ، وتقديره ، ولكم فيها نازلين. ولا يجوز على هذا الوجه أن يكون قوله تعالى : (من غفور) فى موضع نصب على الوصف ل (نزل) ، لأنه لا فائدة فيه ، ولا يجوز أن يكون أيضا معمول قوله تعالى : (لَكُمْ) ، لأنه قد عمل فى الظرف وهو (فيها) ، فلا يعمل فى ظرف آخر ، والأظهر أن يكون (نزلا) فى هذه الآية كقوله تعالى : (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ)(١) ، لا جمع (نازل).
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) (٣٧).
الليل ، مبتدأ. والنهار والشمس والقمر ، عطف عليه. ومن آياته ، الخبر. والهاء والنون فى (خلقهن) ، تعود على الآيات ، ولا تعود على الشمس والقمر والليل والنهار ، لأن المذكر والمؤنث إذا اجتمعا غلّب جانب المذكر على جانب المؤنث.
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) (٣٩).
أن وما عملت فيه ، فى موضع رفع بالظرف ، على مذهب سيبويه والأخفش ، لأن المصدرية ، إذا وقعت بعد الظرف ارتفعت به ، كما يرفع إذا وقع خبرا لمبتدأ ،
__________________
(١) ٥٦ سورة الواقعة.