(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ).
«بسور : وهو جبل أصحاب الأعراف ، يستر بينهم وبين المنافقين ، فالوجه الذي يلى المؤمن فيه الرحمة وفي الوجه الآخر العذاب.
قوله جل ذكره : (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ...)
ألم نكن معكم في الدنيا في أحكام الإيمان في المناكحة والمعاشرة؟.
قالوا : بلى ، ولكنكم فتنتم أنفسكم ...
(وَتَرَبَّصْتُمْ ، وَارْتَبْتُمْ ، وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ).
تربصتم عن الإخلاص ، وشككتم ، وغرّكم الشيطان ، وركنتم إلى الدنيا.
قوله جل ذكره : (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
النار مأواكم ومصيركم ومتقلبكم.
وهى (مَوْلاكُمْ) أي هي أولى بكم ، وبئس المصير!
ويقال : مخالفة الضمائر والسرائر لا تنكتم بموافقة الظاهر (١) ، والأسرار لا تنكتم عند الاختبار
قوله جل ذكره : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ
__________________
(١) السياق حديث عن المنافقين وعن الكفار .. وأراد القشيري أن ينقل هذا السياق إلى الجو الصوفي فوجه تحذيره لأرباب ؛ الرياء والدعوى ، أولئك الذين يظنون أنهم إن تصاهروا بالقيام بموافقة الشريعة وموافقة القوم فإن الأسرّة سريعا ما تكشف السريرة ـ على حد تعبير ، فى موضع مماثل.