ويقال : الخشية
من الله تقتضى العلم بأنه يفعل ما يشاء وأنه لا يسأل عمّا يفعل.
ويقال : الخشية
ألطف من الخوف ، وكأنها قريبة من الهيبة .
(وَجاءَ بِقَلْبٍ
مُنِيبٍ) : لم يقل بنفس مطيعة بل قال : بقلب منيب ليكون للعصاة
في هذا أمل ؛ لأنهم ـ وإن قصّروا بنفوسهم وليس لهم صدق القدم ـ فلهم الأسف بقلوبهم
وصدق النّدم.
قوله جل ذكره :
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ
ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤))
أي يقال لهم :
ادخلوها بسلامة من كل آفة ، ووجود رضوان ولا يسخط عليكم الحقّ أبدا.
ومنهم من يقول
له الملك : ادخلوها بسلام ، ومنهم من يقول له : لكم ما تشاءون فيها قال تعالى :
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ
فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥))
لم يقل : «لهم
ما يسئلون» بل قال : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ) : فكلّ ما يخطر ببالهم فإنّ سؤلهم يتحقق لهم في الوهلة
، وإذا كانوا اليوم يقولون : ما يشاء الله فإنّ لهم غدا منه الإحسان .. وهل جزاء الإحسان
إلا الإحسان؟
(وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) : اتفق أهل التفسير على أنه الرؤية ، والنظر إلى الله
سبحانه . وقوم يقولون : المزيد على الثواب في الجنة ـ ولا
منافاة بينهما.
__________________