ويقال : شاهدا
من قبلنا ، ومبشّرا بأمرنا ، ونذيرا من لدنّا ولنا ومنا.
قوله جل ذكره :
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
(٩))
قرىء : «ليؤمنوا» بالياء ؛ لأن ذكر المؤمنين جرى ، أي ليؤمن
المؤمنون بالله ورسوله ويعزروه وينصروه أي الرسول ، ويؤقروه : أي يعظّموا الرسول.
وتسبّحوه : أي تسبّحوا الله وتنزهوه بكرة وأصيلا .
وقرىء : (لِتُؤْمِنُوا) ـ بالتاء ـ أيها المؤمنون بالله ورسوله وتعزروه ـ على
المخاطبة. وتعزيره يكون بإيثاره بكلّ وجه على نفسك ، وتقديم حكمه على حكمك.
وتوقيره يكون باتباع سنّته ، والعلم بأنه سيّد بريّته .
قوله جل ذكره :
(إِنَّ الَّذِينَ
يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ)
وهذه البيعة هي
بيعة الرضوان بالحديبية تحت سمرة .
وذلك أن رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعث عثمان رضى الله عنه إلى قريش ليكلّمهم فأرجفوا
بقتله. وأتى عروة بن مسعود إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وقال :
جئت بأوشاب
الناس لتفضّ بيضتك بيدك ، وقد استعدت قريش لقتالك ، وكأنّى بأصحابك
__________________