الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧))
هم المنافقون الذين كرهوا ما أنزل الله ؛ لما فيه من افتضاحهم.
(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ)
(اهْتَدَوْا) : بأنواع المجاهدات ، ف (زادَهُمْ هُدىً) : بأنوار المشاهدات.
(اهْتَدَوْا) : بتأمل البرهان ، ف (زادَهُمْ هُدىً) بروح البيان.
(اهْتَدَوْا) : بعلم اليقين ، ف (زادَهُمْ هُدىً) : بحقّ اليقين.
قوله جل ذكره : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)
كان عالما بأنه : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فأمره بالثبات عليها ؛ قال (ص) : «أنا أعلمكم بالله ، وأخشاكم له (٢)».
ويقال : كيف قيل له : (فَاعْلَمْ ...) ولم يقل : علمت ، وإبراهيم قيل له : (أَسْلَمَ) (٣) (..) فقال : (أَسْلَمْتُ ...)؟ فيجاب بأنّ إبراهيم لمّا قال : (أَسْلَمْتُ) ابتلى ، ونبيّنا صلىاللهعليهوسلم لم يقل : علمت فعوفى.
__________________
(١) ما بين القوسين الكبيرين ساقط في ص وموجود في م.
(٢) البخاري عن أنس : (والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له) والشيخان عن عائشة : (والله إنى لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية).
(٣) آية ١٣١ سورة البقرة : (قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ).