مضى الكلام في
هذه الآية.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً
لَهُمْ)
الأنعام تأكل
من أي موضع بلا تمييز ، وكذلك الكافر لا تمييز له بين الحلال والحرام. [كذلك
الأنعام ليس لها وقت لأكلها ؛ بل في كل وقت تقتات وتأكل ، وكذلك الكافر ، وفي الخبر
: «إنه يأكل في سبعة أمعاء». أمّا المؤمن فيكتفى بالقليل كما في الخبر : «إن كان ولا
بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس» و «ما ملأ ابن آدم وعاء شرّا من بطنه»] .
قوله جل ذكره : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ
قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ)
«أَهْلَكْناهُمْ» : يعنى بها من أهلكهم من
القرون الماضية في الأعصر الخالية.
قوله جل ذكره : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤))
«البينة» :
الضياء والحجّة ، والاستبصار بواضح المحجة : فالعلماء في ضياء برهانهم ، والعارفون
في ضياء بيانهم ؛ فهؤلاء بأحكام أدلة الأصول يبصرون ، وهؤلاء بحكم
الإلهام والوصول يستبصرون.
__________________