والشيوخ ينتظرون في الاجتماع زوائد ، ويستروحون إلى هذه الآية :
(قُلْ يَجْمَعُ ...)
قوله جل ذكره : (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧))
كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك ، هو لك ، تملكه وما ملك (١) ، لانهما كهم فى ضلالتهم. وبعد تحققهم بأنها جمادات لا تفقه ولا تقدر ، ولا تسمع ولا تبصر ، وقعت لهم شهة استحقاقها العبادة ، فإذا طولبوا بالحجة لم يذكروا غير أنهم يقلدون أسلافهم ... وهذا هو الضلال البعيد والخسران المبين.
قوله جل ذكره : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨))
أرسلناك مؤيّدا بالمعجزات ، مشرّفا بجميع الصفات ، سيدا في الأرضين والسماوات ، ظاهرا لأهل الإيمان ، مستورا عن بصائر أهل الكفران ـ وإن كنت ظاهرا لهم من حيث العيان ، قال تعالى : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (٢)
قوله جل ذكره : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠))
لكثرة ما يقولون هذا كرّره الله في كتابه خبرا عنهم ، والجواب إن لكم ميعاد يوم ، وفي هذا الميعاد لا تستأخرون ساعة ولا تستقدمون.
قوله جل ذكره : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا
__________________
(١) وردت التلبية مضطربة الكتابة وقد صححناها طبقا لما جاء في المحبر لابن حبيب.
(٢) آية ١٩٨ سورة الأعراف.