الإشارة من هذا : تقديم سنته على هواك ، والوقوف عند إشارته دون ما يتعلق به مناك ، وإيثار من تتوسل به سببا ونسبا على أعزّتك ومن والاك.
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) :
ليكن الأجانب منك على جانب ، ولتكن صلتك بالأقارب. وصلة الرحم ليست بمقاربة الديار وتعاقب المزار ، ولكن بموافقة القلوب ، والمساعدة في حالتى المكروه والمحبوب :
أرواحنا في مكان واحد وغدت |
|
أشباحنا بشام (١) أو خراسان |
قوله جل ذكره : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧))
أخذ ميثاق النبيين وقت استخراج الذرية من صلب آدم ـ فهو الميثاق الأول ، وكذلك ميثاق الكلّ. ثم عند بعث كلّ رسول ونبوّة كلّ نبيّ أخذ ميثاقه ، وذلك على لسان جبريل عليهالسلام ، وقد استخلص الله سبحانه نبيّنا عليهالسلام ، فأسمعه كلامه ـ بلا واسطة ـ ليلة المعراج. وكذلك موسى عليهالسلام ـ أخذ الميثاق منه بلا واسطة ولكن كان لنبينا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ زيادة حال ؛ فقد كان له مع سماع الخطاب كشف الرؤية (٢).
ثم أخذ المواثيق من العبّاد بقلوبهم وأسرارهم بما يخصهم من خطابه ، فلكلّ من الأنبياء والأولياء والأكابر على ما يؤهلهم له ، قال صلىاللهعليهوسلم «لقد كان في الأمم
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (بعراق)
(٢) فى كتاب الرؤية الكبير يرى الأشعري جواز ذلك ، أما القشيري : فبينما يشير هنا إلى ذلك إذ به كما سيأتى فى بسملة سورة البروج يقول : «بسم الله اسم لم يره بصر إلّا واحد ، وهو أيضا مختلف فيه» المجلد الثالث