احدها : ما دل على اختصاص فهم القرآن بمن خوطب به ، وهو النبي (ص)
وأوصياؤه ، وفي بعضها الردع لابي حنيفة وقتادة ويحك ما ورثك الله من كتابه حرفا ، وهذا هو الموافق للاعتبار إذ القرآن مشتمل على معان
غامضة ومطالب عالية ، ويشتمل على علم ما كان وما يكون ، نزل في مقام الاعجاز فلا
يصل إلى معانيه فكر البشر غير الراسخين في العلم.
وفيه : ان تلك
النصوص إنما تدل على ان للقرآن بطونا لا يصل إليها فكر البشر غير من خوطب به ، ففي
كل مورد يحتمل ذلك ، لا بد من الرجوع إليهم لدفع هذا الاحتمال.
وبعبارة أخرى :
المنهي عنه هو الاستقلال في الفتوى من دون المراجعة إليهم وعلو مطالبه ، وغموض
معانيه ، لا يكون موجبا لكون بيانه مخلا بالمقصود ، فمع فرض ذلك كله فهو متناسب
لاذواق أهل العصور ولو لا ذلك لما كان لاثبات اعجازه سبيل.
ثانيها : ان
القرآن نزل على سبيل الرموز كما في فواتح السور.
وفيه انه خلاف
كونه معجزة خالدة.
__________________