٤ ـ بناء العقلاء.
ويرده انه لعله على الإرادة لا على الفعل.
٥ ـ انه إنما يحكم بالاستحقاق من جهة تجريه وهتك حرمته لمولاه ، وخروجه عن رسم عبوديته كما مر وهذا العنوان إنما ينطبق على الفعل المتجري به لا على مقدماته كالعزم والإرادة : لان العبد بفعل ما ، يراه انه مبغوض للمولى يخرج عن رسم العبودية ويكون ظالما ، والعزم عليه عزم على الظلم ، لا انه بنفسه ظلم ، وهذا هو الوجه في عدم العقاب على الإرادة والعزم.
لا ما ذكره بعض (١) من ان الإرادة غير إرادية وإلا لتسلسل.
ومن المعلوم ان العقاب لا بد وان يكون على الأمر الاختياري ، لما عرفت من ان الإرادة إرادية بنفسها لا بواسطة إرادة أخرى ، فلا يلزم التسلسل ولا العقاب على الأمر غير الاختياري فتدبر.
الفعل المتجرى به قبيح
واما المقام الثاني : فقد استدل لكون الفعل المتجرى به قبيحا بوجهين :
أحدهما : ان التجرِّي يكشف عن سوء سريرة العبد ، وخبث باطنه ، وانه في مقام الطغيان على المولى ، وهذا يوجب قبح الفعل المتجري به.
__________________
(١) وهو ظاهر الكفاية ص ٧٣ في مبحث التعبدي والتوصلي (قلت مع امتناع اعتباره ...).