في الكلام ، لأنه في المعنى مثل : إذا ، وكأنه رد لفظ إذا لما طال الكلام ، كقوله : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ)(١) ، ثم قال : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)(٢) فأعاد لمّا لمّا طال ، فكذلك القول في (ثُمَّ صَرَفَكُمْ) وهذا القول أستطرفه ، فإني أراه تصور ثمّ بمعنى ثمّ على التقدير الذي ذكره ، وقال البصريون : جوابه في هذه الأمكنة كلها محذوف (٣).
قوله تعالى : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)(٤) إذ : متعلق بقوله : «عفا» وبقوله : (ذُو فَضْلٍ)(٥) ، والإصعاد : الإبعاد في الأرض ، سواء كان
__________________
ـ والثالث : وهو الصحيح أنه محذوف ، واختلفت عباراتهم في تقديره. فقدره ابن عطية (انهزمتم) ، وقدره الزمخشري (منعكم نصره) ، وقدره أبو البقاء :
(بان لكم أمركم) ...» «الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية» (١ / ٣٢٤).
(١) سورة البقرة ، الآية : ٨٩.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٨٩.
(٣) انظر : إملاء ما منّ به الرحمن (١ / ١٥٤) ، والتبيان في إعراب القرآن (١ / ٣٠١) ، والدر المصون (٣ / ٤٣٦) ، والفتوحات الإلهية (١ / ٣٢٤).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٣.
(٥) قال أبو حيان : «والعامل في (إذ) اذكر. محذوفة ، أو عصيتم ، أو تنازعتم ،