وفيه (١)(عَطاءً حِساباً)(٢) أي كافيا ، والمعنى أن الله يعطي كل شيء من المعرفة والحفظ والرزق ما يكفيه إذ هو حافظه.
قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً)(٣) سمّى يوم القيامة لقوله : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٤) ، وقوله : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا)(٥) إن قيل : ما وجه هذه بعد تلك الآية؟ قيل : لمّا أمر المسلمين أن يقبلوا من بذل لهم السّلام ، بيّن لهم بهذه الآية أن ذلك حكم للظاهر ، فأما السرائر فإن الله يتولاها يوم القيامة ، / تنبيها أن الله لا يحب المنافق أن يغتر بهذا ، بل يتحقق أن الله له بالمرصاد (٦). إن قيل : كيف قال : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً)
__________________
أمن ريحانة الداعي السميع |
|
يؤرقني وأصحاب هجوع |
وهو في ديوانه ص (١٣٦) ، والكامل (١ / ٢٦٠ ، ٢٦١) ، والشعر والشعراء ص (٨٣) ، وأمالي الشجري (١ / ٩٧ ، ٩٨) ، والأغاني (١٤ / ٣١).
(١) تصحّفت في الأصل إلى : (ومنهم) والسياق يقتضي ما أثبتّه.
(٢) سورة النبأ ، الآية : ٢٦.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٨٧.
(٤) سورة المطففين ، الآية : ٦.
(٥) سورة النبأ ، الآية : ٣٨. وانظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٧) ، ومعاني القرآن للنحاس (٢ / ١٥١) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٥).
(٦) قال البقاعي : «... فالحكم على البواطن إنما هو له تعالى ، وأما أنتم فلم