السّلام عليكم ، فأنزل الله ذلك (١) ، واستدل قائل هذا بقوله تعالى بعد ذلك (٢) : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها)(٣) ، وقوله : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) قال السدي : المقيت : المقتدر (٤) ، وأنشد الكسائي فيه :
__________________
(١) رواها البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب : الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة ، رقم (٢٩٣٥). ومسلم في كتاب السّلام ، باب «النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم» رقم (٢١٦٥ ، ٢١٦٦). والترمذي في كتاب الاستئذان ، باب «ما جاء في التسليم على أهل الذمة» رقم (٢٧٠١). وقال : حديث عائشة حسن صحيح ، وأخرجه ابن ماجه ـ كتاب الأدب ، باب الرفق رقم (٣٦٨٩) ، وأحمد في المسند (٦ / ٣٧) والنسائي في اليوم والليلة رقم (٣٨١ ـ ٣٨٤) ، وعبد بن حميد رقم (١٤٧١) ، وابن حبان رقم (٥٤٧ ، ٦٤٤١) ، والبيهقي (٩ / ٢٠٣) ، والبغوي رقم (٣٣١٤) ، والبخاري في الأدب رقم (٤٦٢).
(٢) قال أبو السعود عن الشفاعة الحسنة : «... ويندرج فيها الدعاء للمسلم ، فإنه شفاعة إلى الله سبحانه ، وعليه مساق آية التحية الآتية» إرشاد العقل السليم (٢ / ٢١٠).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٨٦.
(٤) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٨٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٠) ، وفيهما : قديرا بدل مقتدرا ، وتفسير السّدّي ص (٢١٠) ، والنكت والعيون (١ / ٥١٢) ، وذكره البغوي في معالم التنزيل (٢ / ٢٥٦) عن ابن عباس.