(عن) زرّ بن حبيش ، قال : سألت أبيّ بن كعب [قلت : أبا المنذر إنّ أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا](١)؟
فقال أبيّ : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لي : «قيل لي ، فقلت» قال : فنحن نقول كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (*).
__________________
(١) زيادة من طريق ابن المديني عن سفيان ـ به ، وهي عند البخاري (رقم ٤٩٧٧) ، وعند غيره أيضا.
(*) الإسناد من تحفة الأشراف ، والمتن من البخاري (رقم ٤٩٧٦) عن قتيبة ـ به.
__________________
المشكل (رقم ١١٨ ، ١١٩) ، والبيهقي في سننه (٢ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، ٣٩٤) ، من طرق عن ابن عيينة عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة كلاهما عن زرّ بن حبش ـ به.
قوله إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا : هكذا وقع مبهما ، وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاما له ، والمراد أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، كما جاء مصرحا به في كثير من الروايات ، وهو مخالف لما تواتر لما تواتر أنهما من القرآن ، وكما ثبت في غير ما حديث القراءة بها في الصلاة.
وقال البزّار في مسنده [انظر (رقم ٢٣٠١ ـ كشف)] : وهذا لم يتابع عبد اللّه عليه أحد من الصحابة ، وقد صح عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قرأ بهما في الصلاة ، وأثبتتا أ. ه.
وقال الحافظ ابن حجر (٨ / ٧٤٣) : وقد تأوّل القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب (الانتصار) ، وتبعه عياض وغيره ؛ ما حكي عن ابن مسعود فقال : لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن ، وإنما أنكر إثباتهما في المصحف ، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا إلّا إن كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أذن في كتابته فيه ، ـ