هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وما ذكره هو شطر من بيت :
فلمّا تنازعنا الحديث وأسمحت |
|
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال |
٥ ـ جاءت شواهد منسوبة أحيانا وغير منسوبة أحيانا أخرى ، وقد يكون الشاهد مجهول القائل أو لشهرة الأبيات أو لشهرة ممّن استشهد بشعرهم يهمل ذكر قائليها (١).
٦ ـ يكثر المرتضى من الاستشهاد بالشعر ، ويذكر أكثر من شاهد في المسألة الواحدة ، وهو يستطيع بسيطرته غير المألوفة على اللغة والشعر القديم ، «أن يبرهنّ على استاذية حقّة ، فهو لا يعتمد من وجوه التفسير سواء أكانت راجعة إلى قواعد النحو أم إلى مفردات إلّا ما يمكنه أن يؤيّده بالشواهد الكثيرة من المصادر القديمة للاستعمال اللغوي الأصيل» (٢).
أما عن كيفيّة استعمال المرتضى الشاهد الشعري لإيضاح الدلالة القرآنية فيمكن القول : إن الشاهد الشعري عند المرتضى كان ذا أثر كبير في الوصول إلى كثير من الدلالات سواء أكانت دلالة لفظة بعينها ، أم أسلوبا من أساليب التعبير القرآني ، أم بيان ظاهرة نحوية خاصّة بذلك التعبير ، أو بيان دلالة حرف من الحروف. وكان الشاهد الشعري عند المرتضى وسيلة مهمّة حاول من خلالها أن يوفّق بين بعض الآيات ، ويوضح انسجامها وترابطها وبعدها عن أي اختلاف أو تناقض كما يزعم بعض المتشكّكين ، وفي هذا «أبدى تفوّقا عجيبا ، وأبان عن ذهن وقّاد ، وذكاء متلهب ، وبصر نافذ وأعانه فيما فسّر وأوّل ووجه وفرة محفوظة من الشعر واللغة» (٣) وفي الأمثلة الآتية بيان ذلك :
__________________
(١) ينظر أمالي المرتضى ، ٢ : ١٤٧.
(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ، جولد تسهير : ١٣٩ ، وينظر التفسير والمفسّرون ، للذهبي ، ٢ : ٤٠٣ وما بعدها ، والتراث النقدي والبلاغي عند المعتزلة ، د. وليد القصّاب : ٢٢٠٢ وما بعدها.
(٣) مقدّمة محقّق أمالي المرتضى ، محمّد أبو الفضل إبراهيم ، ١ : ١٨.