الإمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ولم يتمّ التعرّض فيها للسلف ابدا ، لكن ـ ومع كلّ هذا ـ أنّ أبا محمّد البربهاري وهو من العلماء الحنابلة المعروفين ومن أوائل المؤسّسين لما عرف اليوم بمذهب الوهابيّة. كان يأمر بقتل قرّاء المصيبة الحسينية ، ففي تلك الفترة لم يكن أحد من قرّاء المصيبة ، ليجرأ بشكل علني على قراءة المصيبة لكن وفي أواسط القرن الرابع حيث زالت هيمنة البربهاري واتباعه كان قرّاء المصيبة يجهرون بذكر المصيبة.
٢ ـ رواج نظم الأبيات الشعرية حول واقعة الطف
منذ أن حدثت واقعة الطفّ ، والشعراء ينظمون أبياتا كثيرة حول هذه المناسبة وقد استمرّ هذا الأمر إلى يومنا هذا وقد اتّسع هذا المنحى في القرنين الرابع والخامس بشكل كبير فقد خصّص مؤلّف كتاب «أدب الطف» المجلّد الثاني من كتابه لذكر شعراء هذين القرنين وذكر نماذج من أشعارهم وقد أورد أسماء العشرات من هؤلاء الشعراء.
وقد ورد في مصادر ذلك الزمان الحديث عن وضع الشعراء ونماذج من أشعارهم وذلك في رسائل بديع الزمان الهمداني (المتوفّى سنة ٣٩٣) وكان منها مثلا قصيدة تحدث فيها الشاعر عن رفع رأس الإمام الحسين على رمح وكيف كانت تضرب شفاهه عليهالسلام وأسنانه بالعصى وكذا بقيّة المظالم الّتي فعلها بنو أميّة (١).
__________________
(١) أورد الثعالبي كلاما حول رجل يقال له ابن كولان وكان يعتبر من شعراء الشيعة ، وكان يحبّ الإمام الحسين عليهالسلام حبّا جما وقد دوّن تسعا وأربعين قصيدة حول أهل البيت عليهمالسلام وكان قد نذر أن يكتب خمسين قصيدة وحين بدأ بكتابة الشطر الأوّل منها قال :
بني أحمد يا بني أحمد
ولم يتمكّن من إتمام البيت فنام بعد ذلك فرأى في المنام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فطلب منه النبيّ أن يذهب إلى أمير المؤمنين فلمّا وصل عند الإمام أنشده تتمّة القصيدة قائلا :
بكت لكم عمد المسجد
وقد أورد الثعالبي عن أبي بكر الخالدي الشاعر قصيدة في وقعة الطفّ. وقد أورد أبو عبد الله المرزباني وهو من أدباء وكتاب القرن الرابع مجموعة من هؤلاء الشعراء ونماذج من أشعارهم.