الأوّل : أن يكون منشؤها وضع الواضع بأنّه في مقام الوضع وضع كلمة «إن» و «إذا» ، وسائر أدوات الشرط للعلّة المنحصرة ، وطريق استكشاف هذا المعنى هو تبادر العلّة المنحصرة منها ، فيستفاد من التبادر أنّ الموضوع له أدوات الشرط هو العلّة المنحصرة.
ولكنّ التحقيق أنّه يعتبر في العلّة المنحصرة ستّة خصوصيّات :
الخصوصيّة الاولى : أن يتحقّق بين العلّة والمعلول ارتباطا.
الخصوصيّة الثانية : أن يكون الارتباط بينهما بنحو اللزوم لا بنحو المقارنة.
الخصوصيّة الثالثة : أن يكون الارتباط اللزومي بينهما بنحو الترتّب والطوليّة لا من قبيل الارتباط بين الأربعة والزوجيّة.
الخصوصيّة الرابعة : أن يكون الترتّب والطوليّة من العلّة ، أي كان التقدّم والسبقة للعلّة وترتّب المعلول عليها.
الخصوصيّة الخامسة : أن تتّصف العلّة بالتماميّة قبل اتّصافها بالانحصار ، فلا بدّ أن تكون العلّة تامّة ومستقلّة حتّى تتّصف بالمنحصرة.
الخصوصيّة السادسة : أن لا تكون العلّة متعدّدة.
إذا عرفت هذا فنرجع إلى موارد استعمال الجمل الشرطيّة حتّى نلاحظ أنّ ادّعاء تبادر العلّة المنحصرة من أداة الشرط صحيح أم لا؟ ونرى في موارد متعدّدة استعمال الجمل الشرطيّة مع أنّ الشرط لا يكون علّة منحصرة للجزاء ، مثل : «إذا طلعت الشمس فالحرارة موجودة» ، وهكذا جملة : «إذا تحقّقت النار فالحرارة موجودة» ؛ إذ العلّة مع كونها تامّة ليست بعلّة منحصرة للمعلول والجزاء فيهما.
وهكذا في العلّة الناقصة ، مثل : «إذا تحقّقت النار فالإحراق موجود» ،