وجوب طاعة الحاكم وعدم عزله بالفسق وإعلان المعصية :
قالوا : لا ينعزل الحاكم الّذي سمّوه بالإمام بالفسق والفجور وإعلان المعصية.
وقالوا : على المسلم السمع والطاعة للإمام الفاسق وإن ضرب ظهره وأخذ ماله ، ولا يجوز الخروج عليه.
وقالوا : إنّ يزيد بن معاوية المتجاهر بالفسق والفجور بالبيعة أصبح أمير المؤمنين ، ونتيجة لاعتقادهم بصحّة بيعته استطاع أن يجهّز جيشا من المعتقدين بصحّة بيعته ويقتل بهم ذريّة الرسول بكربلاء ويسبيهم ويسير بهم أسرى من كربلاء إلى عاصمة ملكه الشام.
وبنتيجة تلك البيعة استطاع أن يجهّز جيشا آخر من المعتقدين بصحّة بيعته ويغزو بهم مدينة الرسول (ص) ويبيحها لجيشه ثلاثة أيّام ، فقتلوا جمعا من أصحاب الرسول (ص) وتابعيهم ، وأخذوا البيعة من الآخرين على أنّهم عبيد أقنان ليزيد ، وهتكوا أعراضهم وفعلوا ما شاءوا من جرائم لم يشهد المسلمون نظيرها في تاريخهم الطويل ، ثمّ غزا بهم مكّة فضربوا بيت الله الحرام والكعبة بالمنجنيق. وبعد كلّ تلك الجرائم يلقّبونه بأمير المؤمنين حتّى اليوم ويكتبون في مدحه الكتب وينشرون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.