وولدت له إسماعيل (ع) ، وإبراهيم (ع) يومئذ ابن «ست وثمانين سنة» (٢٧).
والقرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقة من خلال توجّه إبراهيم (ع) بالدعاء إلى الله تعالى : «ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون» (٢٨). فالآية الكريمة تؤكّد أن إبراهيم (ع) قد أسكن بعضا من ذرّيّته وهو إسماعيل (ع) ومن ولد منه في مكّة ودعا الله تعالى أن يجعل في ذرّيّته الرّحمة والهداية للبشرية ما بقي الدهر ، فاستجاب الله لدعوته بأن جعل في ذرّيّته محمّدا (ص) واثني عشر إماما من بعده. وقد قال الإمام الباقر (ع) : «نحن بقية تلك العترة وكانت دعوة إبراهيم لنا» (٢٩).
خلاصة الأحاديث الآنفة
نستخلص ممّا سبق ونستنتج : أنّ عدد الأئمة في هذه الأمّة اثنا عشر على التوالي ، وأنّ بعد الثاني عشر منهم ينتهي عمر هذه الدنيا.
فقد ورد في الحديث الاوّل :
«لا يزال هذا الدين قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ...».
فإنّ هذا الحديث يعيّن مدّة قيام الدين ويحدّدها بقيام الساعة ، ويعيّن عدد الأئمة في هذه الأمّة باثنى عشر شخصا. وفي الحديث الخامس :
«لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش فاذا هلكوا ماجت
__________________
(٢٧) «تاريخ اليعقوبي» ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٥ ، مؤسسة نشر ثقافة أهل البيت (قم)
(٢٨) سورة إبراهيم ، الآية : ٣٧.
(٢٩) نقلنا ما ورد في الأصل العبري من التوراة والتعليق عليها من مقال للاستاذ أحمد الواسطي في مجلة التوحيد ، اصدار منظمة الإعلام الإسلامي في طهران. العدد : ٥٤ ، ص ١٢٧ ـ ١٢٨