الحواريّين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي» يعني : المسلمين. قالوا : نعم.
واختلفوا فيمن كان أوّل من ضرب على يده ، أسعد بن زرارة أم أبو الهيثم بن التيّهان(٨).
٣ ـ بيعة الرضوان ، او بيعة الشّجرة
في سنة سبع من الهجرة ، استنفر رسول الله (ص) أصحابه للعمرة فخرج معه ألف وثلاثمائة ، أو ألف وستّمائة ، ومعه سبعون بدنة ، وقال : لست أحمل السّلاح ، إنّما خرجت معتمرا. وأحرموا من ذي الحليفة ، وساروا حتّى دنوا من الحديبية على تسعة أميال من مكّة ، فبلغ الخبر أهل مكّة فراعهم ، واستنفروا من أطاعهم من القبائل حولهم وقدّموا مائتي فارس عليهم خالد بن الوليد أو عكرمة بن أبي جهل ، فاستعدّ لهم رسول الله (ص) وقال : إن الله أمرني بالبيعة. فأقبل النّاس يبايعونه على ألّا يفرّوا ، وقيل : بايعهم على الموت ، وأرسلت قريش وفدا للمفاوضة ، فلمّا رأوا ذلك تهيّبوا وصالحوا رسول الله (ص) ... (٩).
هذه ثلاثة أنواع من البيعة على عهد الرسول (ص) وهي :
أ ـ البيعة على الإسلام.
ب ـ البيعة على إقامة الدولة الإسلامية.
ج ـ البيعة على القتال.
والبيعة الثالثة تجديد للبيعة الثانية ، وذلك لأنّ الرسول (ص) كان قد استنفرهم للعمرة. وبعد تبدّل الحالة من العمرة إلى القتال ، كانت الحالة
__________________
(٨) سيرة ابن هشام ٢ / ٤٧ ـ ٥٦.
(٩) إمتاع الأسماع للمقريزي ص ٢٧٤ ـ ٢٩١.