كانت الخلافة الأموية تسعى جاهدة في إبعاد المسلمين عن ذكر الإمام علي بخير ، وبلغت في ذلك أنّها منعت من تسمية أحد باسم علي : كما نرى ذلك في الخبر الآتي :
بنو أميّة يقتلون من سمّي عليّا
روى ابن حجر في ترجمة علي بن رباح وقال ما موجزه :
كان بنو أميّة إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه ، فبلغ ذلك رباحا فقال : هو عليّ ، وكان يغضب من عليّ ويحرّج على من سمّاه به.
المعنى أنّ رباحا كان يقول : اسم ابني عليّ .. وقال ابن حجر :
قال عليّ بن رباح لا أجعل في حلّ من سماني (عليّ) فإنّ اسمي عليّ (٦٥).
* * *
ويظهر من خبر عمر بن عبد العزيز وخبر هشام الآتي أنّ لعن الإمام عليّ من قبل بني أميّة كان مع علمهم بمنزلته. فقد روى ابن أبي الحديد :
أنّ هشام بن عبد الملك لما حجّ خطب بالموسم ، فقام إليه إنسان ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا يوم كانت الخلفاء تستحبّ فيه لعن أبي تراب ، فقال : اكفف ، فما لهذا جئنا (٦٦).
إنّ سبب امتناع هشام من لعن الإمام عليّ في خطبته في الموسم يوم عرفة هو الأمر نفسه الّذي كان يتلجلج بسببه عبد العزيز في لعنه الإمام عليّا في خطبته في المدينة كما أبانه لابنه عمر بن عبد العزيز والّذي أسلفنا ذكره ، حيث قال له :
__________________
(٦٥) علي بن رباح اللخمي (ت ١١٤ أو ١١٧ ه) راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ، ٧ / ٣١٩.
(٦٦) شرح ابن أبي الحديد ، ١ / ٨٥.