انتجيته ؛ بل الله انتجاه).
وفي لفظ آخر للرّواية :
(فناجاه طويلا ، وأبو بكر وعمر ينظران والنّاس ، قال : ثمّ انصرف إلينا فقال الناس: قد طالت مناجاتك اليوم يا رسول الله! فقال : ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه)(١٦).
* * *
أوردنا هذه الروايات من مصادر أخرى ـ أيضا ـ في باب ذكر حاملي علوم الرسول (ص) من هذا الكتاب ، وفي باب مصادر الشريعة الإسلاميّة لدى مدرسة أهل البيت(ع).
مقارنة بين حديث أم المؤمنين عائشة وحديث الإمام علي (ع)
تفرّدت أمّ المؤمنين عائشة برواية ما أخبرت به عن خبر آخر ساعات حياة الرسول الأكرم (ص) أنه طلب طستا ليبول فانخنث ومات بين حاقنتها وذاقنتها ، وأمثال هذه الألفاظ ، أضف إليه حديثها وحديث غيرها في بدء نزول الوحي :
أنّ رسول الله (ص) عند ما تلقّى أوّل وحي هبط به جبرائيل من الله بآيات سورة اقرأ ، شكّ في جبرائيل أنّه شيطان يريد أن يتلعّب به ، وشكّ في الآيات الكريمة أنّها من قبيل سجع الكهان حتى طمأنه الرجل النصرانيّ ورقة بن نوفل أنه نبيّ أوحي إليه كموسى بن عمران ، فاطمأنّ وأدرك أنه نبيّ ،
__________________
(١٦) أخرج الحديثين ابن عساكر بترجمة الإمام علي ٢ / ٣١٠ و ٣١١ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٦ ، وفي شرح نهج البلاغة ط. مصر الأولى ٢ / ٧٨ ما ملخّصه :
دخلت عائشة وهما يتناجيان ، فقالت : يا عليّ ليس لي إلّا يوم من تسعة أيام ، أفما تدعني يا ابن أبي طالب!؟