الطبراني ، وإنما قال : (لسنا نعني بالوصية النصّ على الخلافة ولكن أمورا أخرى) ، فما هي الأمور الأخرى الّتي لم تذكرها أيّها العالم المحتار في تأويل الحديث؟
وخلاصة القول إنّ العلماء في هذا الصّنف من الكتمان يؤوّلون من سنّة رسول الله (ص) حديثه وسيرته وسيرة أهل بيته وأصحابه ما يخالف مصلحة السلطة الحاكمة على المسلمين من خلفاء وولاة وما فيه نقدهم إلى ما فيه مصلحتهم ومدحهم والثناء عليهم.
د ـ حذف بعض من أقوال الصّحابة مع عدم الإشارة إليه
من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء ؛ حذف بعض الخبر الّذي ينقلونه دون ما إشارة إلى المحذوف ؛ مثل ما فعلوه مع قصيدة الصّحابيّ الأنصاريّ النعمان بن عجلان الّتي استشهدنا ببيتين منها في باب الأشعار الّتي قيلت في الوصيّة ، وقد رواها الزبير بن بكّار بتمامها ضمن إيراده أخبار السقيفة وما وقع بين المهاجرين والأنصار من خصومة ومحاججات ، منها أقوال عمرو بن العاص ضدّهم ، فأجابه النعمان بقصيدة ذكر فيها مواقف الأنصار في حروب رسول الله (ص) مع قريش ، ثمّ إيواءهم مهاجرة قريش ومقاسمتهم الأموال ، ثمّ ذكر حوادث السقيفة وقال :
وقلتم : حرام نصب سعد ونصبكم |
|
عتيق بن عثمان حلال أبا بكر |
وأهل أبو بكر لها خير قائم |
|
وإنّ عليّا كان أخلق بالأمر |
وكان هوانا في عليّ وإنّه |
|
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري |
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى |
|
وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر |
وصيّ النبيّ المصطفى وابن عمّه |
|
وقاتل فرسان الضّلالة والكفر |
وهذا بحمد الله يهدي من العمى |
|
ويفتح آذانا ثقلن من الوقر |