وفي رواية :
فكان ابن عبّاس يقول : إن الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (٤).
موقف الخليفة عمر في وفاة الرسول (ص)
توفّي رسول الله (ص) نصف النّهار يوم الاثنين وأبو بكر غائب بالسّنح ، وعمر حاضر ، فاستأذن عمر ودخل عليه مع المغيرة بن شعبة ، وكشف الثوب عن وجهه ، وقال عمر :
وا غشياه ، ما أشدّ غشي رسول الله (ص).
فقال المغيرة : مات والله رسول الله (ص).
فقال عمر : كذبت ، ما مات رسول الله (ص) ، ولكنّك رجل تحوسك فتنة ، ولن يموت رسول الله حتى يفني المنافقين (٥).
أخذ عمر يقول : إنّ رجالا من المنافقين يزعمون أنّ رسول الله توفّي ، إنّ رسول الله ما مات ، ولكنّه ذهب إلى ربّه ، كما ذهب موسى عن قومه ، وغاب أربعين ليلة. والله ليرجعنّ رسول الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجل من يزعمون أنّه مات (٦).
من قال إنّه مات ، علوت رأسه بسيفي ، وإنّما ارتفع إلى السماء (٧).
__________________
(٤) صحيح البخاري ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب كراهية الخلاف ، وباب قول المريض : قوموا عنّي ، من كتاب المرضى. وفي باب مرض النبي من كتاب المغازي ، وبآخر باب ترك الوصية من كتاب الوصية من صحيح مسلم. وسائر مصادره في كتاب عبد الله بن سبأ ١ / ١٠١.
(٥) مسند أحمد ٦ / ٢١٩. وسائر مصادره في عبد الله بن سبأ ١ / ١٠٢ ـ ١٠٣.
(٦) تاريخ الطبري ط. أوربا ، ١ / ١٨١٨.
(٧) تاريخ أبي الفداء ١ / ١٦٤.