وفي تفسير السيوطي :
(عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله (ص) يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك ـ أنّ عليا مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ...) (١٨).
قصد ابن مسعود أنّهم كانوا على عهد رسول الله يقرءون في تفسير الآية هكذا.
وكان نزول هذه الآية في غدير خمّ ، وفي ما يلي تفصيل الخبر.
خبر يوم الغدير
لمّا صدر رسول الله من حجّة الوداع (١٩) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة (٢٠) آية (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...) (٢١). فنزل غدير خمّ من الجحفة(٢٢) وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام (٢٣) ووقف هناك حتّى لحقه من بعده وردّ من كان تقدّم (٢٤) ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهن من
__________________
ـ شواهد التنزيل ، وراجع فتح القدير ٢ / ٥٧ ، وتفسير النيسابوري ٦ / ١٩٤.
الواحدي ، هو أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت : ٤٦٨ ه) ، ورجعنا إلى كتابه أسباب النزول ط. بيروت سنة ١٣٩٥ ه.
(١٨) الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨.
(١٩) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥ و ١٦٣ ـ ١٦٥. وأنقل عن هذه الصفحات في ما يأتي من هذا البحث.
(٢٠) رواه الحاكم الحسكاني في ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣.
(٢١) سبق ذكر مصادره.
(٢٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ـ ١٦٥. وابن كثير ٥ / ٢٠٩ ـ ٢١٣.
(٢٣) مادة (الجحفة) من معجم البلدان.
(٢٤) في تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣.