وإنّ قاتل حجر بن عدي قال له ساعة قتله :
إنّ أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك ، يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان والمتولي لأبي تراب ، وقتل أصحابك ، إلّا أن ترجعوا عن كفركم وتلعنوا صاحبكم وتتبرّءوا منه ، فقال حجر وجماعة ممن كان معه : إنّ الصبر على حدّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعونا إليه ، ثمّ القدوم على الله وعلى نبيّه وعلى وصيّه أحبّ إلينا من دخول النّار (٥٠).
وقال علي بن محمد بن جعفر العلوي فيمن انتمى إلى سامة بن لؤي بن غالب :
وسامة منّا فأمّا بنوه |
|
فأمرهم عندنا مظلم |
أناس أتونا بأنسابهم |
|
خرافة مضطجع يحلم |
وقلنا لهم مثل قول الوص |
|
يّ وكلّ أقاويله محكم |
إذا ما سئلت فلم تدر ما |
|
تقول فقل : ربّنا أعلم(٥١) |
الوصية في شعر المأمون
قد دفعت سياسة التقرّب إلى العلويّين الخليفة العبّاسيّ المأمون ، أن ينتخب الإمام عليّا الرضا وليّا للعهد ويذكر الوصيّة في شعره ؛ فقد قال :
ألام على حبّي الوصيّ أبا الحسن |
|
وذلك عندي من أعاجيب ذا الزمن(٥٢) |
__________________
(٥٠) مروج الذهب أ : في ٢ / ٤٢٨ ، وب : ٣ / ٤.
(٥١) المسعودي في ذكر خبر ولد سامة أواخر ترجمة الإمام عليّ ٢ / ٤٠٨. وولد سامة الّذين تكلّموا في انتسابهم إليه هم بنو ناجية.
أمّا علي بن محمد بن جعفر العلوي ، فإنّ جعفرا هذا هو الإمام جعفر الصادق بن الباقر وعليّ ابنه. نسبه في الأنساب لابن حزم ص ٦١
(٥٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ٢٢.