ما ملخّصه :
(قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث : لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه بغصب الأموال ، وضرب الأبشار ، وتناول النفوس المحرّمة ، وتضييع الحقوق ، وتعطيل الحدود ، ولا يجب الخروج عليه ، بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شيء ممّا يدعو إليه من معاصي الله. واحتجّوا في ذلك بأخبار كثيرة متظافرة عن النبيّ (ص) وعن الصّحابة في وجوب طاعة الأئمّة وإن جاروا واستأثروا بالأموال ، وأنّه قال (ع) : اسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع ، ولو لعبد حبشيّ ، وصلّوا وراء كلّ برّ وفاجر. وروي أنّه قال : أطعهم وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك).
استدلال أتباع مدرسة الخلافة في القرون الأخيرة
في القرون الأخيرة غالبا ما يستدلّ أتباع مدرسة الخلافة على صحّة قيام حكم الخلافة في الماضي على أنّه كان قائما على أساس الشّورى بين المسلمين للخليفة ، وبعضهم يستنتج من ذلك أنّ الحكم الإسلاميّ أيضا يقام اليوم على أساس البيعة فمن بايعه المسلمون أصبح حاكما إسلاميّا يجب على جميع المسلمين بذل الطّاعة له.
* * *
كان ذلكم رأي مدرسة الخلفاء في كيفية إقامة الحكم الإسلامي وأدلّتهم على ما يرتئون ، وقبل البدء بدراسة ما ارتأوا وما استدلّوا عليه ، ينبغي أن ندرس المصطلحات الّتي يدور عليها البحث في ما يأتي.