الفتيا ...) الحديث (٥٩).
أبو ذرّ في بيت الله الحرام
في مستدرك الحاكم (٦٠) بسنده عن حنش الكناني (٦١) ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول وهو آخذ بباب الكعبة :
أيّها النّاس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت رسول الله يقول :
«مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق».
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
أبو ذرّ في مسجد الرسول (ص) وغيره
أورد اليعقوبي تفصيل خبر أبي ذرّ مع السلطة في تاريخه (٦٢) وقال :
(وبلغ عثمان أنّ أبا ذرّ يقعد في مسجد رسول الله ، ويجتمع إليه النّاس (٦٣) ، فيحدّث بما فيه الطعن عليه. وأنّه وقف بباب المسجد فقال :
أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ الغفاري ، أنا جندب بن جنادة الرّبذي (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ، وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) محمّد الصفوة من نوح ، فالآل (٦٤) من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية
__________________
(٥٩) ١ / ١٨.
(٦٠) ٢ / ٣٤٣.
(٦١) حنش في الإصابة ، رجل من غفار.
(٦٢) ٢ / ١٧١.
(٦٣) يظهر من سياق الخبر أنّ أبا ذرّ كان يفعل ذلك في مسجد الرسول في موسم الحجّ كفعله في منى وبباب الكعبة ، فإنّه لو كان في غير موسم الحجّ لم يكن بحاجة إلى أن يعرّف نفسه لإخوته الّذين كانوا يعاشرونه في المدينة.
(٦٤) في النسخة المطبوعة : (فالأوّل) ، خطأ مطبعيّ.