السوداء تظاهر على عهد عثمان بالإسلام وسار في عواصم البلاد الإسلامية ومدنها : المدينة والشّام والكوفة ومصر يدعو إلى القول برجعة الرسول بعد وفاته وأنّ عليّا وصيّه وأنّ عثمان غاصب حقّ هذا الوصيّ ، فيجب الوثوب عليه لإرجاع الحقّ إلى أهله ، فآمن به أبرار صحابة رسول الله (ص) نظراء أبي ذرّ وعمّار وحجر بن عدي إلى عشرات أمثالهم ممّن سمّاهم بالسبائيّة وأنّ ابن سبأ اليهودي علّم هؤلاء أن يدعوا النّاس إلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وأن يكتبوا في عيب ولاتهم ويثيروا الناس عليهم ، ففعلوا ، وأنّ عمّارا كان قد خرف كما أخبر عنه الرسول ، وكذلك أبو ذرّ ، فامتثل السبائيّون الصّحابة والتابعون تعليمات ابن سبأ ، وجلبوا النّاس إلى المدينة ، وقتلوا عثمان في داره وبايعوا عليّا ، وسار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة للطلب بدم عثمان ، وسار خلفهم الإمام عليّ والتقوا خارج البصرة وتذاكروا في الصلح وقرّ رأيهم على الصلح ، فتخوّف السبائيّون (٦٦) من سوء عاقبتهم واندسوا في الجيشين ليلا وتراموا بالسهام من الجانبين وأثاروا الحرب بين الجيشين ، فقامت الحرب بين الطرفين دون أن يتنبّه إلى مكيدتهم من الجيشين أحد ، لم يتنبّهوا هم وقادتهم إلى من يرمي السهام مع أنّ رماة السهام كانوا مندسين بين صفوفهم.
قال سيف : هكذا وقعت الحرب وانتهت بنصرة جيش الإمام عليّ.
روى سيف هذه الأخبار في مئات من رواياته المختلقة ورواها عمّن اختلقهم من الرواة من ضمنهم من ذكر أسماءهم في الروايات السابقة ، وقد أشرنا إلى الصحيح من أخبارها في ما مضى ، ولم يخف على فطاحل العلم أمثال
__________________
(٦٦) السبائيون في روايات سيف هم عمّار وحجر بن عدي وصعصعة بن صوحان ومحمّد بن أبي بكر ومالك الأشتر ونظراؤهم. راجع عبد الله بن سبأ الجزء الثاني ، فصل (حقيقة ابن سبأ والسبئية).