لابنك وتطيع) (١٣).
حذف ابن هشام هذا الخبر وأخبارا كثيرة أخرى كان يرى أنّ ذكرها يسوء الناس وهم عصبة الخلافة (١٤). ولهذا السبب أهملت سيرة ابن إسحاق لأنّ فيها أخبارا لا يرغبون في نشرها حتى فقدت نسخها (١٥). واشتهرت سيرة ابن هشام وأصبحت أوثق سيرة عند الناس.
وقد أدرك الطبري أهميّة هذا النّصّ في حقّ الإمام عليّ بعد أن أثبته في تاريخه فتدارك في تفسيره ما غفل عنه في تاريخه ، فإنّه لما أورد الخبر بالسند نفسه في تفسيره آية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال :
فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا .... ثمّ قال :
إنّ هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا. قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب ... الحديث (١٦).
وكذلك فعل ـ أيضا ـ ابن كثير في تاريخه (١٧) وتفسير الآية من تفسيره.
وهذا ما نسمّيه بحذف بعض الخبر مع الإبهام في القول.
وأكثر من هذا ما فعله محمد حسين هيكل حيث أورد الخبر في ص ١٠٤ من الطبعة الأولى من كتابه (حياة محمّد) ولفظه :
«فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر وأن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم».
__________________
(١٣) أوردتها ملخصة من تاريخ الطبري ، ط. مصر الأولى ، ٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
(١٤) ذكرنا بعضها في كتابنا المخطوط : (من تاريخ الحديث).
(١٥) طبع أخيرا قسم من سيرة ابن إسحاق في الرباط بالمغرب سنة ١٣٩٦ ه.
(١٦) تفسير الطبري ، ط. الأولى ، بولاق ، سنة ١٣٢٣ ـ ١٣٣٠ ه ، ١٩ / ٧٢ ـ ٧٥.
(١٧) البداية والنهاية ٣ / ٤٠.