نجي رسول الله في الغار وحده |
|
وصاحبه الصديق في سالف الدهر |
ـ الأبيات (١١).
وأورد ابن عبد البرّ تمام القصيدة بترجمة النعمان بن عجلان من الاستيعاب غير أنه حذف منها البيتين الآتيين :
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى |
|
وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر |
وصيّ النبيّ المصطفى وابن عمّه |
|
وقاتل فرسان الضّلالة والكفر |
حذف هذين البيتين لما فيهما من ثناء على ابن عمّ الرسول (ص) أنّه وصيّ الرسول (ص) وأبقى البيتين اللّذين فيهما مدح أبي بكر.
وجاء بعده ابن الأثير وقال بترجمة النعمان من أسد الغابة :
ومن شعره يذكر أيام الأنصار ويذكر الخلافة بعد النبيّ (ص) ، ثمّ ذكر من أوّل القصيدة أبياته في أيّام الأنصار فحسب وحذف من القصيدة الأبيات الّتي يشير فيها إلى الخلاف الّذي وقع يوم ذاك في أمر الخلافة والبيتين اللّذين مدح فيهما الإمام عليّا وخاصّة أنّه كان وصيّ النبيّ.
وجاء ابن حجر بعده فقال في ترجمته :
(وهو القائل يفخر بقومه من أبيات) ثمّ أورد أبياته في المفاخرة بأيّام الأنصار ولم يذكر من أبيات هذه القصيدة ما فيه ذكر الخلافة.
وهكذا كلّما تأخّر الزمن حذف العلماء من الروايات ما لم يرق لهم ذكره ، فابتعدنا عن فهم الواقع التاريخي.
إذا نرى أنّ الزبير بن بكار (ت : ٢٥٦ ه) غفل وذكر في كتابه الموفقيات ما وقع من الاختلاف في أمر الخلافة بعد رسول الله (ص) وما تقاولوا فيه من خطب وشعر ، ومن ضمنها قصيدة النعمان بن عجلان الّتي فيها بيتان ذكر
__________________
(١١) راجع مصادر ترجمته وشعره في الهامش رقم ٣٢ ص ٢٩٢ ، في باب : شهرة لقب وصيّ النبيّ (ص) للامام عليّ وانتشار ذكره في أشعار الصحابة والتابعين من هذا الكتاب.