كذا ، ووليتك العمل الفلاني فاشخص إليه (٤٩).
وروى المسعودي في هذا الشأن وقال :
قال الحجاج يوما لعبد الله بن هانئ وهو رجل من أود ، حي من اليمن ، وكان شريفا في قومه ، وقد شهد مع الحجاج مشاهده كلها ، وشهد معه تحريق البيت ، وكان من أنصاره وشيعته : والله ما كافأناك بعد ، ثم أرسل إلى أسماء ابن خارجة ـ وكان من فزارة ـ أن زوج عبد الله بن هانئ ابنتك ، فقال : لا والله ، ولا كرامة ، فدعا له بالسياط ، فقال : أنا أزوجه ، فزوجه ، ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليمانية أن زوّج عبد الله بن هانئ ، قال : ومن أود؟ والله لا أزوجه ولا كرامة ، قال : هاتوا السيف ، قال : دعني حتى أشاور أهلي ، فشاورهم ، فقالوا : زوجه لا يقتلك هذا الفاسق ، فزوجه ، فقال له الحجاج : يا عبد الله ، قد زوجتك بنت سيد بني فزارة وابنة سيد همدان وعظيم كهلان ، وما أود هنالك ، فقال : لا تقل ـ أصلح الله الأمير ـ ذلك ، فإن لنا مناقب ما هي لأحد من العرب ، قال : وما هذه المناقب؟ قال ما سبّ أمير المؤمنين عثمان في ناد لنا قط ، قال : هذه والله منقبة ، قال : وشهد منا صفين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلا ، وما شهدها مع أبي تراب منا إلا رجل واحد ، وكان والله ما علمته امرأ سوء ، قال : وهذه والله منقبة ، قال : وما منّا أحد تزوج امرأة تحب أبا تراب ولا تتولاه ، قال : وهذه والله منقبة ، قال وما منّا امرأة إلّا نذرت إن قتل الحسين أن تنحر عشر جزائر لها ، ففعلت ، قال : وهذه والله منقبة ، قال : وما منّا رجل عرض عليه شتم أبي تراب ولعنه إلا فعل ، وقال : وأزيدكم ابنيه الحسن والحسين وأمهما فاطمة ، قال : وهذه
__________________
(٤٩) شرح ابن أبي الحديد ١ / ٧٥.