العباس رضي الله عنه : شيء في يدك ، أو قال : في أيدينا نعطيه القوم ، فأمضى ذلك علي عليهالسلام فقال : والله ما دعيت إليه حتى قمت مقامي هذا ، فللإمام أن يتصرف في جملة الغنيمة كما ذكرنا أولا ، وفي خمسها كما ذكرنا ثانيا عن علي عليهالسلام تصرف المالك في ملكه ؛ لأن عليا عليهالسلام لم يشاور الهاشميين في الخمس رجالهم ولا نساءهم ولا استطاب نفوسهم (١) ، وكيف وأكبرهم سنا وأوجبهم بعد الحسن والحسين عليهماالسلام حقا العباس رضي الله عنه ابن عبد المطلب لذلك كاره ، فلم ينظر علي عليهالسلام إلى كراهته.
وما يحكى من استطابة النفوس كما فعله (٢) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سبايا حنين فإنما هو سياسة وحسن معاشرة ، وقد جعل الله الغنائم لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقسمها على بواء ، كما ذكره عبادة وذلك له ، فالآية في الأنفال لها وجه ، والآية في الغنيمة لها وجه آخر ، ولا يقع النسخ إلا فيما يتنافى ولا يتنافى (٣) إلا ما كان على وجه واحد ؛ لأنه عند أهل اللغة : إزالة ذلك ، وعند أهل الفقه : إزالة مثل ذلك ، وهذه إشارة ليس هذا موضع استيفائها ، فالله تعالى جعل الغنائم (الأنفال) للإمام يفعل فيها ما شاء ، وجعل الغنيمة إليه يقسّمها متى أراد قسمتها على الوجوه المذكورة ، وفي آية القسمة ذلك إنما يكون بعد أن ينفل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من رأى تنفيله ويعطي من أراد إعطاءه ، وإنما إذا قسم كيف يقسم؟
__________________
(١) في (ب) : أنفسهم.
(٢) في (ب) : كما فعل.
(٣) في (ب) : إلا فيما يتنافى ولا يتنافى.